كلما حطمت عواصف الزمن أشرعتي على صخور الذكريات ضلت كلماتي طريقها وسط البحر وهي تبحث عن وجه المنقذ، كلما لامست شفتي جراحي تريد أن تلعق الهزيمة كلما أدركت حماقة الأنسان حين يفني عمره كله كي يفهم أنه هو المنقذ وأن الكلمات لا يمكن أن تغفو على وجه غير الأوراق ولهذا آثرت الكتابة عن حزني.
هل كانت أمي رمادية الحزن ذاك الصباح وهي تقف عند الباب كي تودعني، تساءلت عيناي وهما لا تزالان معلقتان بيديها تغسلان ما تبقى من رماد ليلة محترقة بنيران دموعنا، حملت حقيبتي وأنا الثم يديها بوداع اللا عائد، أخبرتها أن لا تسكب دمعاً عليّ بعد اليوم بيد أن كلماتي ضاعت عبثاً وسط بحار الأسى المنزرع في عينيها والسائحة على خديها.
هل كان هراء ما آمنا به؟ هل كان مجرد عواء في الصحراء ما نادينا به؟
أسافر وحدي غريباً تبتلعني هكذا دون جدوى وبلا نهايات أرصفة الغربة، تحلق فوق رأسي طيور النورس رافضة أن تنقل آلامي وأتراحي للباكية بعد منتصف الليل وهي تزول رقم هاتفي ولا من شيء سوى صوت يأتي من غيابة الجب المبتلعني والمضيع أيامي في حساب لسنوات البعد عن كل من أحببت وأحبوني يخبرها بأنني لن أعود.
على الجانب الآخر للنهر تجلس حبيبتي، امرأة وحيدة رغم ما يحيط بها من صخب، هي الأخرى تجلس القرفصاء طاوية تحتها ثوبها الزهري المطعم بالورود وبين الفينة والأخرى تسحب وسادتها وتضعها على فمها لتطلق العنان لصرخات جوى مزقت فؤادها وهي تحاول يائسة أن تكتمها، كيف لا وكل من حولها قد يدينها بالحب.
تلك الليلة حين قررت أن الأسوار التي كانت تفصل بيننا باتت أعلى مما يمكن تسلقه، أقفلت هي الهاتف على عجل وسحاب عينيها يسابق الريح في أي قطرة للمطر ستسبق أقرانها في لثم شفتيها، ذلك اليوم أعترف أنني كنت أحسد دموع مآقيها لأن الوسادة الوحيدة التي كانت ستستقر فوقها هو ذات المكان الذي هامت به شفتاي من قبل.
هكذا في تلك الليلة جلست مع نفسي أقلب دفاتر حزني وقلقي وهواجسي وأنا أقرر أن أنشر قصة الساعات، أنها ليست الغربة في وسط الوطن والأهل والصحب، وهي كذلك ليست قصة حدث بعينه ولكنها تتحدث عن الزمن الضائع في وطن متهاوٍ وشعبٍ جريحٍ وساعات تمر دون من أحب.
هل كانت أمي رمادية الحزن ذاك الصباح وهي تقف عند الباب كي تودعني، تساءلت عيناي وهما لا تزالان معلقتان بيديها تغسلان ما تبقى من رماد ليلة محترقة بنيران دموعنا، حملت حقيبتي وأنا الثم يديها بوداع اللا عائد، أخبرتها أن لا تسكب دمعاً عليّ بعد اليوم بيد أن كلماتي ضاعت عبثاً وسط بحار الأسى المنزرع في عينيها والسائحة على خديها.
هل كان هراء ما آمنا به؟ هل كان مجرد عواء في الصحراء ما نادينا به؟
أسافر وحدي غريباً تبتلعني هكذا دون جدوى وبلا نهايات أرصفة الغربة، تحلق فوق رأسي طيور النورس رافضة أن تنقل آلامي وأتراحي للباكية بعد منتصف الليل وهي تزول رقم هاتفي ولا من شيء سوى صوت يأتي من غيابة الجب المبتلعني والمضيع أيامي في حساب لسنوات البعد عن كل من أحببت وأحبوني يخبرها بأنني لن أعود.
على الجانب الآخر للنهر تجلس حبيبتي، امرأة وحيدة رغم ما يحيط بها من صخب، هي الأخرى تجلس القرفصاء طاوية تحتها ثوبها الزهري المطعم بالورود وبين الفينة والأخرى تسحب وسادتها وتضعها على فمها لتطلق العنان لصرخات جوى مزقت فؤادها وهي تحاول يائسة أن تكتمها، كيف لا وكل من حولها قد يدينها بالحب.
تلك الليلة حين قررت أن الأسوار التي كانت تفصل بيننا باتت أعلى مما يمكن تسلقه، أقفلت هي الهاتف على عجل وسحاب عينيها يسابق الريح في أي قطرة للمطر ستسبق أقرانها في لثم شفتيها، ذلك اليوم أعترف أنني كنت أحسد دموع مآقيها لأن الوسادة الوحيدة التي كانت ستستقر فوقها هو ذات المكان الذي هامت به شفتاي من قبل.
هكذا في تلك الليلة جلست مع نفسي أقلب دفاتر حزني وقلقي وهواجسي وأنا أقرر أن أنشر قصة الساعات، أنها ليست الغربة في وسط الوطن والأهل والصحب، وهي كذلك ليست قصة حدث بعينه ولكنها تتحدث عن الزمن الضائع في وطن متهاوٍ وشعبٍ جريحٍ وساعات تمر دون من أحب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق