في 19 تشرين الثاني 2005 قام 4 من جنود المارينز الأمريكي بارتكاب مجزرة جماعية في مدينة حديثة بقتل 24 عراقياً مدنياً كان معظمهم من النساء والأطفال وذلك على اثر مقتل احد رفاقهم وجرح عدد آخر جراء انفجار عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق وذلك في فورة غضب أصابت هؤلاء الجنود، هذا العمل يروي لنا قصة هذه الجريمة.
الفيلم ذو إنتاج رديء على كل المستويات سواء أكان في الإخراج أو الإنتاج أو التتابع المنطقي للأحداث، خاصة فيما يتعلق بالجانب العراقي من الفيلم فالممثلون لم كنوا عاجزين عن التصرف بتلقائية والتفاعل مع أحداث الفيلم، فيما تبرز محاولات لمحاكاة الواقع العراقي بطريقة مسرحية سيئة من خلال إضافات هزيلة وخطاب مباشر خال من اي إيحائية أو رمزية، الحوار كان سيئاً للغاية حاول المخرج فيه بعث بعض الحياة في أشلائه من خلال إيراد بعض مصطلحات الشتم العراقي البذيء لاضفاء بعض عن الواقعية فيه.
الفيلم ذو إنتاج رديء على كل المستويات سواء أكان في الإخراج أو الإنتاج أو التتابع المنطقي للأحداث، خاصة فيما يتعلق بالجانب العراقي من الفيلم فالممثلون لم كنوا عاجزين عن التصرف بتلقائية والتفاعل مع أحداث الفيلم، فيما تبرز محاولات لمحاكاة الواقع العراقي بطريقة مسرحية سيئة من خلال إضافات هزيلة وخطاب مباشر خال من اي إيحائية أو رمزية، الحوار كان سيئاً للغاية حاول المخرج فيه بعث بعض الحياة في أشلائه من خلال إيراد بعض مصطلحات الشتم العراقي البذيء لاضفاء بعض عن الواقعية فيه.
الفيلم كذلك حاول بشكل ما أن يبرر تنامي الجماعات المسلحة بل هو يذهب ابعد من هذا بتصويره للبعد الإنساني لقاتل أدى تبنيه وتنفيذه لعمل مسلح إلى أن يسقط بسببها 24 روحاً بريئة هذا غير القتلى والجرحى من الامريكان وهذا لا يعني بالطبع وبأي شكل من الأشكال تبرئة القتلة الحقيقيين إلا وهم المارينز الأربعة. وذلك بتحويل القصة كلها ما يشبه التفاعل المتسلسل المتشعب، حيث يؤدي عمل ارهابي يقوم به اثنان الى رد فعل امريكي يؤسس لمجزرة ما يخلق بالتالي رد فعل عراقي مقابل يساويه بالقوة مقنعاً العديد من الشباب بأن هذا ما جاء الامريكان لفعله في العراق مستغلين (اي الجماعة الارهابية) البناء الفكري والثقافي والاجتماعي السائد والمبني على الموروث الديني والقبلي لابناء تلك المناطق خاصة وفي العراق عامة.
المخرج كذلك حاول اسقط الضوء على حالة "العريف راميرز" -قام بدوره ايليوت رويز- النفسية وهو الذي اعطى الاوامر بالتصفية من خلال إبرازه وقد بلغ حالة من السأم من كل شيء نتيجة إحساس متزايد لديه من الشعور بالذنب وهو ما حاول من خلاله طرح ما قد يعتمل في داخل شاب في مقتبل العمر وهو يمر بهكذا موقف، أنه الموقف الذي تقوم فيه بإنهاء وجود إنساني كامل نتيجة لحظة واحدة من الانفعال والشعور بالغضب.
إن المشاهد للفيلم يكتشف مدى سذاجة وفراغ الحوار لأنه لا يقدم شيئاً رغم مأساوية الحدث وتصاعده التراجيدي لاستغراق المخرج في محاولة للوصول إلى تلك اللحظة التي يحلم بها كل مخرج من تماس مع الحياة والواقع وأحسب أن المشاهد كانت ستكون أكثر قوة لو تم الاستغناء عن الحوار وتم التركيز على التفاصيل الدقيقة الأخرى في محاولة لسبر غور شخصيات الفيلم وتكثيف المشاهد واللحظات، بل اننا يمكن ان نصل الى ابعد من هذا بالقول كان يمكن للفيلم ان يستغرق نصف وقته لو تم الالتزام بهذه الجوانب والابتعاد عن تصوير كل المشاهد والاكتفاء بالترميز لها.
كذلك كان هنالك الكثير من التشويش وعدم التناسق في الانتقال بين الأحداث المختلفة الأمر الذي يربك المشاهد الذي يضطر إلى القفز بين مجريات الفيلم دون أن يكون ذهنه قد كون صورة متكاملة لما يجري في الحدث الذي سبقه.
ورغم كل ما سبق إلا أن المشاهد التي كانت أكثر إيلاما وتأثيراً هي تلك التي ينتهك فيه الجنود حرمات بيوت المدنيين الآمنين ويبدأوا بإطلاق نار عشوائي عليهم وقتلهم ومن ثم الانتقال إلى مشهد آخر يقوم فيه الجنود بقتل زوج احدى الشهود العيان من الضحايا "هبة" -قامت بدورها ياسمين حناني- التي كتب لها أن تحيا لتروي قصة هذه المجزرة حيث قتلت عائلة زوجها وجيرانهم عن بكرة ابيهم ومن ثم تفاجئ بمقتل زوجها وجثته الملقاة على التراب بعد أن حاول المخرج تصوير قصة حبهما على طول الفيلم.
الفيلم يحمل فكرة جيدة وكان يمكن تقديمه بشكل أفضل إلا أنني احسب أن العمل ومحاولة التوفيق بين ثقافتين مختلفتين لإخراج صورة مثالية للفكرة التي أراد إيصالها قد أخذت من المخرج كل مأخذ.
يبقى أن هذا الفيلم بكل عيوبه ومحاسنه محاولة لا بأس بها بضمن محاولات أخرى لرواية الألم والمعاناة الأنسانية التي يرزح العراق تحت وقرها، وعلى اية حال فأن الفيلم نجح في إيصال صرخة عراقية إلى الخارج في محاولة للفت انتباه العالم لما يجري على ارض الرافدين.
وسواء اختلفنا ام اتفقنا مع وجهة نظر المخرج فما يجب إدراكه أن الفيلم كان يتحدث عن جانب من المشكلة العراقية وليس عن القضية ككل والتي قد تستغرق سنوات طوال بعد خروج العراق من أزمته كي يمكن الوصول إلى فهم مشترك ومقبول لها.
هذا الفيلم أطلق في 14 كانون الأول من العام الماضي وهو من بطولة كل من ياسمين حناني بدور "هبة" وايليوت رويز بدور "العريف راميرز"
إن المشاهد للفيلم يكتشف مدى سذاجة وفراغ الحوار لأنه لا يقدم شيئاً رغم مأساوية الحدث وتصاعده التراجيدي لاستغراق المخرج في محاولة للوصول إلى تلك اللحظة التي يحلم بها كل مخرج من تماس مع الحياة والواقع وأحسب أن المشاهد كانت ستكون أكثر قوة لو تم الاستغناء عن الحوار وتم التركيز على التفاصيل الدقيقة الأخرى في محاولة لسبر غور شخصيات الفيلم وتكثيف المشاهد واللحظات، بل اننا يمكن ان نصل الى ابعد من هذا بالقول كان يمكن للفيلم ان يستغرق نصف وقته لو تم الالتزام بهذه الجوانب والابتعاد عن تصوير كل المشاهد والاكتفاء بالترميز لها.
كذلك كان هنالك الكثير من التشويش وعدم التناسق في الانتقال بين الأحداث المختلفة الأمر الذي يربك المشاهد الذي يضطر إلى القفز بين مجريات الفيلم دون أن يكون ذهنه قد كون صورة متكاملة لما يجري في الحدث الذي سبقه.
ورغم كل ما سبق إلا أن المشاهد التي كانت أكثر إيلاما وتأثيراً هي تلك التي ينتهك فيه الجنود حرمات بيوت المدنيين الآمنين ويبدأوا بإطلاق نار عشوائي عليهم وقتلهم ومن ثم الانتقال إلى مشهد آخر يقوم فيه الجنود بقتل زوج احدى الشهود العيان من الضحايا "هبة" -قامت بدورها ياسمين حناني- التي كتب لها أن تحيا لتروي قصة هذه المجزرة حيث قتلت عائلة زوجها وجيرانهم عن بكرة ابيهم ومن ثم تفاجئ بمقتل زوجها وجثته الملقاة على التراب بعد أن حاول المخرج تصوير قصة حبهما على طول الفيلم.
الفيلم يحمل فكرة جيدة وكان يمكن تقديمه بشكل أفضل إلا أنني احسب أن العمل ومحاولة التوفيق بين ثقافتين مختلفتين لإخراج صورة مثالية للفكرة التي أراد إيصالها قد أخذت من المخرج كل مأخذ.
يبقى أن هذا الفيلم بكل عيوبه ومحاسنه محاولة لا بأس بها بضمن محاولات أخرى لرواية الألم والمعاناة الأنسانية التي يرزح العراق تحت وقرها، وعلى اية حال فأن الفيلم نجح في إيصال صرخة عراقية إلى الخارج في محاولة للفت انتباه العالم لما يجري على ارض الرافدين.
وسواء اختلفنا ام اتفقنا مع وجهة نظر المخرج فما يجب إدراكه أن الفيلم كان يتحدث عن جانب من المشكلة العراقية وليس عن القضية ككل والتي قد تستغرق سنوات طوال بعد خروج العراق من أزمته كي يمكن الوصول إلى فهم مشترك ومقبول لها.
هذا الفيلم أطلق في 14 كانون الأول من العام الماضي وهو من بطولة كل من ياسمين حناني بدور "هبة" وايليوت رويز بدور "العريف راميرز"